تايمز أوف إسرائيل: مصر ترسخ مكانتها بصفتها اللاعب الإقليمي الأول
اعتبرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الصورة التي التقطت لرئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، مع مسؤولين إسرائيليين، والتي ظهرت على الصفحة الأولى لبعض الصحف المصرية والإسرائيلية، "غير عادية".
ولفتت إلى تزامن نشر الصورة مع حضور وزير الخارجية جابي أشكنازي أمام الكاميرات في القاهرة، في أول زيارة من نوعها منذ عام 2008. وعلى الرغم من العلاقات الجيدة بين إسرائيل ومصر، نادراً ما يسلط الضوء على هذه العلاقات بهذا الشكل العلني.
وعلق إسحق ليفانون، السفير الإسرائيلي السابق في مصر، على الصور الأخيرة قائلاً: "اعتدنا على عقد معظم اجتماعاتنا السابقة في شرم الشيخ ولكن أشكنازي دعي إلى القاهرة. وهذا له معنى بالنسبة للحكومة المصرية، بالنسبة للجمهور المصري".
وتثبت الأزمة الأخيرة بين إسرائيل وقطاع غزة أن القاهرة كانت على موعد مع فرصة لترسيخ أقدامها كلاعب إقليمي لا غنى عنه واستعادة مكانتها في ملف القضية الفلسطينية، بحسب الصحيفة.
وربما الأهم من ذلك، لفت الانتباه الأمريكي لأهمية الدور المحوري الذي تلعبه القاهرة، خاصة في أعقاب خطف الأضواء بسبب اتفاقيات إبراهام التي عقدت في العام الماضي - والتي أوحت بأن عمليات تطبيع لإسرائيل مع أربع دول عربية على مدى بضعة أسابيع فقط - قد غيرت الصورة الإقليمية بشكل جذري.
ولكن، حفزت الجولة الأخيرة من القتال في غزة جولة من مظاهرات التضامن الشعبي للقضية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم العربي بما في ذلك دعم القاهرة الرسمي للقضية الفلسطينية.
وأجبرت موجة الاقتتال الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية واشنطن على الاعتماد بشكل كبير على مصر، أحد المحاورين الإقليميين القلائل الذين يتعاملون مع كل من إسرائيل وحماس. خلال الصراع بين إسرائيل وحماس، تحدث بايدن والسيسي عبر الهاتف مرتين.
كما زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين القاهرة خلال جولته الإقليمية عقب وقف إطلاق النار. وأشاد بلينكن في بيان أصدرته وزارة الخارجية بالدور المصري في التفاوض على وقف إطلاق النار.
وقالت وزارة الخارجية إن بلينكن "أكد الشراكة الاستراتيجية القوية بين الولايات المتحدة ومصر، والتزام الرئيس بايدن بهذه العلاقة".
وقال بلينكين في وقت لاحق للصحفيين في عمان إنه أجرى محادثة مطولة مع الرئيس السيسي. ساعدت القاهرة في التفاوض بشأن معظم اتفاقات وقف إطلاق النار بين إسرائيل والجماعات الفلسطينية في غزة منذ عام 2008. وربما يكون المصريون الوسيط الوحيد المقبول لجميع الأطراف: إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس واللاعبين الإقليميين الآخرون مثل الإمارات العربية المتحدة و المملكة العربية السعودية وقطر.
وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إن قطر، الراعي الإقليمي لحركة حماس، لا تستطيع أن تلعب مثل هذا الدور، والإمارات تعتبر قريبة جدا من منافس السلطة الفلسطينية محمد دحلان، والسعوديون أبعدوا أنفسهم إلى حد كبير عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مارس.
وبعد حرب 2014 بين إسرائيل وحماس، والمعروفة في إسرائيل باسم عملية الجرف الصامد، استضاف المصريون مؤتمرًا ضخمًا في القاهرة حول إعادة بناء قطاع غزة المدمر.
ومع انتهاء القتال في الوقت الحالي، تأمل مصر في استضافة محادثات مماثلة حول إعادة إعمار غزة، وربما مؤتمر آخر للمانحين الدوليين. كما ستستضيف مصر قريبًا محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس قد تؤدي إلى تبادل الأسرى بين الجانبين ووقف إطلاق نار طويل الأمد.
وتعهدت مصر بتقديم 500 مليون دولار لجهود إعادة الإعمار. لكن من غير المرجح أن يتم تسليم الأموال لأي شخص آخر، وخاصة حماس. وبدلاً من ذلك، يقول الخبراء "ستقوم شركات المقاولات المصرية بتنفيذ المشروعات بنفسها".
وبحسب الصحف الإسرائيلية، فإن مصر ستصبح معبرًا لتمويل إعمار غزة والشركات المصرية ستنفذ مشروعات التنمية أي "ستكون هناك فائدة سياسية، ولكن أيضًا فائدة مالية مباشرة".
كما استضافت القاهرة بشكل تقليدي الأحزاب السياسية الفلسطينية لإجراء محادثات المصالحة بسبب موقعها الفريد. وقبل الرئيس عباس يوم الأحد عرضا مصريًا لعقد اجتماع فلسطيني آخر لقادة الفصائل لبحث الوحدة الفلسطينية التي طال انتظارها ما يؤكد مجددًا أنه لا توجد دولة أخرى يمكنها أن تلعب دور مصر.