في اليوم العالمي للمسرح يرحل النجم الكوميدي الكبير “جورج سـيدهم” حيث ارتبط اسمه بالمسـرح وليس بشـيئ آخر من مجالاـت الفن المتعـددة، فقـد أعطى للمسـرح كل وقته واهتمامه منـذ بدأ مشواره الفني في منتصف الستينـات، بعـد تخرجه من كليـة الزراعـة عام 1961، وطوال الرحلـة الفنيـة كان رهانه الدائم على المسـرح وليس مجال فني آخر، كان أحيانا يقـدم أعمالا تليفزيونية وسـينمائية ليحصل منها فقط على“فلوس” للإنفاق على المسـرح، ومن قبيل المصادفـة الأخرى أن يرحل بعـد رحيل صـديقته “الأنتيم” النجمـة نادية لطفي، بأسابيع قليلة.
الميلاد
ولد جـورج سـيدهم في “جرجـا” محافظـة “سوهـاج” في صـعيد مصـر، لأـب من مواليـد أسـوان، وأم من محـافظة“سوهاج”، عشق الفن منذ صـغره، وتحديدا منذ المرحلة الثانوية حيث انضم لفريق التمثيـل، وتعمق حبه للتمثيل في
المرحلـة الجامعية حيث كان يقـدم مسـرحيات من الأدب العالمي، فقدم وهو طالب في جامعة “عين شـمس” روائع
الكاتب العالمي “وليم شـكسبير” تحديـدا مثل “عطيل، ماكبث”، وفي هـذه الفترة تقابل مع زميليه “الضـيف أحمد”،و”سـمير غانم” وكان الثلاثة يتنافسون على كأس الجامعات للتمثيل، وقد فازوا الثلاثة بكأس الجامعات، حيث حصـل عليه “سـمير غـانم” عام 1959، و”الضـيف” 1960، و”جورج” عـام 10961، وهو نفس العـام الـذي تخرج فيـه من كلية الزراعة قسم الإنتاج الحيواني.
فوازير رمضان
النجاح الكبير الـذي حققه الأصـدقاء الثلاثة في برنامج “أضواء المسـرح” شـجع المخرج “محمـد سالم” ليقدمهم في فوازير شـهر رمضـان، الـتى حققوا من خلالهـا نجاحـا كبيرا، واسـتمروا في تقـديمها لمـدة 12 عاما، وفي منتصف الطريق رحل “الضيف”، وكانت أكبر صدمـة تلقاها “سـمير وجورج”، وتنبأ لهما الكثير بالفشل، وعدم الاستمرار بعدوفـاة “الضـيف”، وفى هـذه الفترة عرض “جورج وسـمير” على زميلهما الفنـان “عادل إمام” أن يحل محل الضـيف،لكنه رفض، هذا الرفض جعل “جورج” يصر على تكملة مشوار الثلاثي، واستعانا بمجموعة من البطلات كانت بدايتهن معهما وهذه البطلات هن “هالة فاخر، صـفاء أبوالسـعود، سـهير الباروني، بوسي، فاديه عكاشة، هويدا، نورا، سعادنصـر، فريدة سـيف النصر، دلال عبد العزيز”، ومن الرجال “أسامـة عباس، زكريا موافي، أحمـد نبيل، نجاح الموجي،محمد أبوالحسن” وغيرهم.
الجراج وغريب في بيتي
كان من الطبيعي بعـد النجاح التليفزيوني الكبير الذي حققه ثلاثي أضواء المسـرح، سواء فى التليفزيون أو حفلات“أضواء المدينـة” التى كـانت تقيمها الإذاعـة المصـرية، أن تقبل السـينما عليهم، فقـدموا العديـد من الأفلام، وقدم “جورج” للسينما حوالي 45 فيلما سـينمائيا لم يقم في أي منها بالبطولـة المطلقـة لأنه كان يعلم جيدا أن السينما ليست ملعبه، لهـذا جـاءت أدواره السـينمائية “باهتـة” ولم تظهر مـوهبته الحقيقيـة، واقتصرت مشاهـده في بعضالأفلام على لقطة أو لقطتين كما حدث في “معبودة الجماهير”.
وأبرز أدواره السينمائية هى فيلم “القاهرة فى الليل” الذي يعتبر أول ظهور له عام 1963 ، بعده “آخر شقاوة 1964″،وتوالت الأفلاـم، نـذكر منهـا “أفراح، 30 يـوم في الســجن، الزواج على الطريقـة الحديثـة، الليـل، الحرامي، كرامة زوجتي، نشال رغم أنفه، المجانين الثلاثة، لسنا ملائكة، واحد في المليون، أضواء المدينة، البحث عن فضيحة، إمرأة سيئة السمعة، غرام تلميذة، مدرسة المشاغبين، قاع المدينة، حب على شاطئ ميامي، ما بعد الحب، ممنوع في ليلة الدخلة، عالم عيال عيال، أحلى أيام العمر، البعض يذهب للمأذون مرتين، رجب فوق صـفيح ساخن، قصر في الهواء،غريب في بيتي، المعتوه، الشقة من حق الزوجة، الجراج”.
المسرح
أما المسـرح فهو عشـقه الأبـدي فقـدم من خلاله أعمال هامـة ومتنوعـة، اسـتطاع أن يترك بصـمة فيها أشهر هذه الأعمـال “حـدث في عزبـة الورد، حواديت وبراغيت، طبيـخ الملايكـة، العفـاريت، كل واحـد له عفريت، فنـدق الثلاث ورقات، الرجل اللي جوز مراته، موسـيقي في الحي الشـرقي، جوليو ورومييت، أهلا يا دكتور، المتزوجون، درويش يتألق فرحا،
حب في التخشـيبة، نشـنت يا ناصـح” وغيرها.. رحم الله جورج سيدهم بقدر ما أمتع الجماهير المصرية بفنه.