وجّهت المعارضة التركية، انتقادات حادة للرئاسة التركية والحزب الحاكم، بسبب بيع عشرة في المائة من بورصة إسطنبول إلى قطر.
واتهمت المعارضة، الجهات الرسمية، ببيع ممتلكات الشعب التركي إلى قطر، فيما لا توجد تفاصيل واضحة ومعلنة حول تلك الصفقات.
وانتقد نائب رئيس الكتلة البرلمانية في حزب الشعب الجمهوري المعارض، إنغين أوزغوتش، الحكومة التركية وكيفية إدارتها لبعض مصالح البلاد، انطلاقا من شراكة قطر الجديدة في بورصة إسطنبول.
وفي مؤتمر صحافي في البرلمان، الجمعة، تساءل أوزغوتش كيف ربح القطريون هذه المناقصة وبأي مبرر؟ وهل شارك أحد آخر فيها؟ وهل فكرتم بمصلحة تركيا من هذه العملية؟ الجواب هو لا".
وأضاف "في علاقات المافيا والعصابات لا يوجد شيء كهذا، ستجدون أولويتهم المال والكتمان، إذا كانوا قد سيطروا على بلدنا، فإن المعارضة والشعب خارج هذه العملية".
وذكّر أوزغوتش بأن "قطر قامت فجأة بإهداء رجب طيب أردوغان طائرة بقيمة 450 مليون دولار، واستقبلا بعضهما البعض في القصور، وعقدا الاتفاقيات".
وأشار أوزغوتش إلى الشركات التركية التي تم امتلاكها من قبل الأجانب، قائلا "بفضل حكم هؤلاء (أردوغان) فإن 80 بالمئة من الشركات التركية خسرت ملكيتها خلال الـ 18عاما الماضية"، مضيفا" قادة الدول المتحضرة لا يهبون مؤسسات الاقتصاد والدفاع والصناعة للأجانب".
يشار إلى أن زعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو، انتقد بدوره تلك الصفقة معتبراً أنها مثال آخر على يأس الحكومة في إدارة الاقتصاد.
وتساءل أوغلو "لا أحد يعرف بكم باعوها، لماذا لا يخبر الرئيس الناس عن البيع؟، مؤكدًا أن الحكومة لا تستطيع تحصيل الضرائب، ولا يمكنها إنتاج موارد كافية للميزانية، ولهذا السبب تبيع المصانع والأصول الأخرى.
وانتقد أوغلو الحكومة لعدم تقديمها أرقام مفصلة عن الاقتصاد، بالقول "الأشياء التي تبيعها تخص 83 مليون شخص أي عدد سكان تركيا، لا يمكنك القول ببساطة.. لقد بعناهم".
وتابع أنَّ الاحتياطيات الحالية لتركيا في البنك المركزي تقل عن 54 مليار دولار بسبب بيع 128 مليار دولار فقط لحماية الليرة التركية من العملات الأجنبية، مضيفًا أنه وعلى الرغم من كل شيء لا يمكن للحكومة السيطرة على ارتفاع قيمة الدولار.
وهاجم محرم إنجه المرشح الرئاسي السابق عن حزب الشعب الجمهوري المعارض أردوغان، قائلا عبر توتير "ماذا يوجد في قطر، هل وجدنا منجماً في قطر؟، وما شأننا في الدوحة، فلقد أضافت قصراً طائراً إلى أسطول الطائرات الرئاسية".
وذكر إنجه مؤسس حركة "الوطن في ألف يوم" "قلنا قبل سنوات، ماذا يوجد في قطر، هل وجدنا معدناً هناك؟، ما شأننا بقطر، واستحوذت على مصنع باليت للدبابات وعدد من البنوك والموانئ، ومراكز التسوق، واستحوذت الآن على 10 بالمئة من بورصة اسطنبول".
وأتت تلك الانتقادات بعد أن وقع صندوق الثروة السيادي التركي الخميس، مذكرة تفاهم مع جهاز قطر للاستثمار لبحث وإتمام صفقة محتملة يشتري الجهاز بموجبها 10 بالمئة من بورصة إسطنبول. وأوضح الصندوق أن حصته في البورصة ستصبح 80.6 بالمئة بعد إكمال الصفقة.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد وصل أنقرة، الخميس، ليترأس مع الرئيس التركي اجتماع اللجنة الدستورية العليا القطرية التركية، في إطار المزيد من التقارب والتنسيق بين البلدين، ولاسيما بعد عقد عدد من الاتفاقيات الأمنية والعسكرية في الفترة الأخيرة.
وكشفت تقارير اقتصادية عن استحواذ أمير قطر، على حصة البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير في بورصة إسطنبول، لإنقاذ أردوغان، بعد أن باع البنك الأوروبي حصته التي تقدر بـ10 بالمئة من قيمة البورصة إلى صندوق الثروة السيادي التركي.
كما تضمنت الاتفاقيات الجديدة مذكرة شراء حصة من "مجمع إستنيا بارك" التجاري، ومذكرة تفاهم بين جهاز قطر للاستثمار و"شركة هاليك ألتون" للاستثمار المحتمل في “مشروع القرن الذهبي”.
وتعتبر انتقادات المعارضة التركية للنظام ليس وليد اللحظة فقد تعالت أصواتها منذ فترة لوقف بيع الحصص السيادية في بعض مؤسسات الدولة، واعتبرت أن ذلك سيؤثر على مستقبل استقلالية الدولة التركية ومؤسساتها كما سيؤثر سلبا على الاقتصاد وعلى البلاد بشكل عام.