كروان الشرق» فايزة أحمد.. الصوت الذي قالت عنه أم كلثوم "الصوت النسائي الوحيد الذي أطرب له وأسمعه بنشوة" قال عنها موسيقار الأجيال صوتها مثل"الكريستال المكسور" ولدت فايزة أحمد بيكو الرواس، في 5 ديسمبر عام 1930 لأب سوري وأم لبنانية ، ولدت ونشأت فى سوريا وظهرت موهبتها فى الغناء والطرب منذ طفولتها المبكرة، حيث غنت فى أعياد الميلاد والمناسبات العائلية إلى أن تقدمت لامتحان الهواة في الإذاعة السورية وهي في سن العاشرة من عمرها، لكنها لم توفق في البداية، وسافرت بعدها إلى حلب وتقدمت لإذاعة حلب ونجحت وغنت وذاع صيتها فطلبتها إذاعة دمشق وعادت لتكمل مسيرة نجاحها، وتدربت على يد الملحن محمد النعامي ونجحت وأصبحت مطربة معتمدة في إذاعة دمشق وأدت بعض الأغنيات، ثم سافرت «فايزة» من سوريا إلى العراق والتقت الموسيقار العراقي الكردي رضا علي، الذي كتب كلمات والحان مجموعة أغاني باللهجة العراقية لـ«كروان الشرق»، لتكون بداية لانطلاقتها فى طريق الغناء.
وقال عنها الإعلامي الراحل وجدي الحكيم ، إنها "كانت من أفضل مطربات جيلها وكانت تجمعني بها مواقف عديدة، وكان لها مقولة شهيرة جدا هي "يكفي أننا نغني مع كوكب الشرق أم كلثوم فهذا شيء رائع".
وقال عنها أنيس منصور ، "ماتت وهى لا تعرف أنها أجمل صوت بعد أم كلثوم ، ولكن كانت مشغولة بأحلام طائشة وهي أن يكون لها فساتين أكثر من صباح، وأن ترقص وتغني مثل سعاد حسني، وأن تمثل مثل شادية، وأن يكون لها شموخ أم كلثوم ، وهذا أمل كل فنانة.. ولكن مستحيل أن يتحقق كل هذا في عمر واحد أو في نفس واحدة".
وفى عام 1956 جاءت السورية صاحبة الشعر المنكوش نحيفة القوام «فايزة» إلى مصر، ليشهد العالم العربي ميلاد واحدة من أهم المطربات في تاريخ الغناء العربي. وفي مصر كانت البداية مع كمال الطويل
في فيلم «تمر حنة» الذي عُرض عام 1957، أي بعد عام واحد من قدوم فايزة أحمد إلى مصرولجأت «فايزة» لحيلة ذكية لتخفي نحافتها، حيث كانت تربط قطعة كبيرة من القماش حول خصرها لتبدو أكثر وزنا.
تزوجت فايزة 4 مرات، جميعها زيجات فاشلة باستثناء زواجها من الملحن محمد سلطان، الذي التقت به لأول مرة في منزل الفنان فريد الأطرش.
أثناء تلحين أغنية " يا حلاوتك يا جمالك "وجمعتهما الصدفة بـ«سلطان» مرة ثانية فى مطعم بفندق «دى روز» بشارع سليمان باشا، فبادرت بإعطائه رقم تليفونها، وقالت له: «كلمني ضرورى لأنى عاوزاك تمثل معايا فى فيلم من إنتاجي وبطولتى، ودورك فى الفيلم هو" حبيبي" فضحك محمد سلطان ورد قائلاً: «دى بشرة خير»، ولكن محمد سلطان أخذ الرقم ولم يتصل بها.بعد مرور 6 أشهر أخرى، قررت فايزة أحمد المبادرة بالاتصال بمحمد سلطان، ودعته إلى منزلها لسماع أغنية «هان الود» التى لحنها لها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب قبل إذاعتها لأول مرة فى التليفزيون، وتوالت لقاءاتهما بعد ذلك. وفي إحدى المرات التي كان «سلطان» متواجدا فيها مع «فايزة» فى سيارتها، فوجئ بها تطلب منه الزواج، وأخبرته بحزنها الشديد جراء الشائعات التي تتردد حول وجود علاقة بينهما، وهنا وافق محمد سلطان على عرض فايزة أحمد، وتم الزواج بالفعل في عام 1963.الذي استمر 17 عاماً، وأثمر عن توأمهما طارق وعمرو سلطان. شهدت انفصال، ثم عودة.
مثلت فايزة أحمد عددا من الأفلام السينمائية الغنائية التى لاقت فيها نجاحا فنيا متزايدا منها «ليلى بنت الشاطئ» مع الفنان محمد فوزى ، و«تمر حنه» مع الفنان رشدى أباظة، وفيلم «أنا وبناتى» مع الممثل القدير زكى رستم ، والذى يعد من أشهر أفلامها، وأحدث تأثيرا إنسانيا عميق المدى فى نفوس الجماهير، وكان خر أفلامها «منتهى الفرح».
ودائمًا ما يشاهد الوسط الفني الكثير من الخلافات والمشاجرات بين النجوم و زملائهم والتى تكون أشهر أسبابها الغيرة مثلما حدث بين فايزة أحمد والشحرورة صباح وخلافهم الذى تتطور إلى الضرب بالأيدي.
قالت صباح فى أحدى اللقاءات التليفزيونية قبل وفاتها أن الفنانة فايزة أحمد كانت مصابة بالغيرة الشديدة منها اكثر من الاهتمام بأغانيها وحفلاتها ولم تكن تعرف السبب
على الرغم من أنها فنانة كبيرة ولديها صوت عذب جميل تعشقه الجماهير.
أضافت صباح أنها تشاجرت معها ثلاث مرات من قبل ، فالمرة الأولى كانت عند وجودي فى النقابة مع الموسيقار محمد عبد الوهاب لعمل بروفات على أحد الأغاني وفوجئت بدخولها للتشاجر معي ومعها مقص تريد قص شعري فقومت بصفعها على وجهها.
اما المرة الثانية كانت أمام العندليب عبد الحليم حافظ أثناء التجهيز لحفل أضواء المدينة فأنزعجت فايزة من وجودها بالحفل وبدأت فى المشاجرة معاها وسبها أمام الناس فصفعتها صباح للمرة الثانية.
أما الثالثة والأخيرة كانت فى أحدى الحفلات التى يغنون مع بعضهم ولكن فايزة أحمد أصرت على الصعود قبل الشحرورة مما جعلها تتسبب فى توتر وارتباك منظمى الحفلة فذهبت لها صباح لتحاول حل المشكلة ولكنها لم توافق على التكلم معاها وبدأت فى مشاجرتها الذى تطاولت بالاشتباك بالأيدي وصفعتها على وجهها للمرة الثالثة.
وعن اللحظات الأخيرة في حياتها قال سلطان في تصريحات صحفية: «فايزة ماتت وهي على ذمتى، وكانت اتصلت بى قبل وفاتها بأسبوع وأنا مع أولادنا في باريس، وسألتني عن موعد عودتى، قلت لها سوف أعود يوم الأربعاء المقبل، لكنها طلبت مني أن أتي سريعا وإلا لن أراها أبدا، وبالفعل حضرت، وتعبت يومها ودخلت المستشفى، وفي اليوم السابق لوفاتها طلبت مني آن تجلس بجواري وتغنى وغنت ايوه تعبنى هواك، وجاءت عند كلمة تعبت تعبت ودخلت في نوبة بكاء وقالت المرض تغلب على، خلاص فايزة انتهت، وفي نفس الليلة نقلت إلى العناية المركزة وقبل دخولها في غيبوبة قالت لي: أنا عمرى 17 سنة، هي الفترة التى عشتها معك».
"قالوا ماتت وقالوا صاحية وياما قالوا وعادوا فيكي" وفي 21 سبتمبر 1983، غابت فايزة عن عالمنا بعد صراع مع المرض .