أجاب الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليه وكان فحواه: «ما حكم أخذ بخاخ التنفس أثناء الصيام ؟ »، قائلا إن "بخاخة الرَّبو" آلةٌ يستخدمها مريض الربو بها دواء سائل مصحوب بهواء مضغوط بغاز خامل يدفع الدواء من خلال جرعات هوائية يجذبها المريض عن طريق الفم، فيعمل كموسِّعٍ قصبِيٍّ تعود معه عملية التنفس لحالها الطبَيعي.
وأضاف "العجمي" عبر فيسبوك، أن استعمال كلٍّ من بخاخة الرَّبو أو بخاخة الأنف يفسد الصوم؛ لأن في استعمالهما إيصال للسائل إلى الجوف على هيئة رذاذ له جرم مؤثِّرٌ، وللمريض الذي لا يستغني عنها في أثناء الصوم أن يفطر، بل يجب عليه الفطر إن كان الصوم يضرُّ به، ويقضي بعد ذلك إن كان مرضه طارئًا ويُرجى برؤه، فإن كان مستمرًّا؛ كالأمراض المزمنة وتلك المتعلقة بالشيخوخة ونحوها، فليس عليه قضاءٌ ما دام العذرُ باقيًا، وإنما عليه أن يطعم مسكينًا عن كُلّ يوم يفطر فيه وذلك حسب استطاعته المالية، ويمكن دفع القيمة، فإن كان فقيرًا حال وجوب الفدية عليه فلا شيء عليه وإن تيسرت حاله بعد ذلك.
وأشار الى أن بخاخ التنفس أثناء الصيام إن كان مجرد هواء فلا يفطر أما إذا كان رذاذ فيه سائل كما هو معتاد فيفطر الصائم ويبطل الصوم به ولا يصح وعليه القضاء.
وقالت دار الإفتاء، إن جمهور الفقهاء ذهب إلى أن تأخير الغسل من الجنابة أو الحيض إلى بعد طلوع الفجر لا يبطل الصوم.
واستشهدت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «ما حكم تأخير الاغتسال من الجنابة بعد الفجر للصائم؟»، بما روي عن عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، وَيَصُومُ" أخرجه البخاري في "صحيحه".
واستدلت بما وري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُصْبِحُ جُنُبًا، وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّم: «وَأَنَا أُصْبِحُ جُنُبًا وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ فَأَغْتَسِلُ وَأَصُومُ»، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ لَسْتَ مِثْلَنَا؛ قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ للهِ، وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّبِعُ» أخرجه أبو داود في "سننه".