أكد الدكتور هانى رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الموقف الإثيوبى المتعنت غير مبرر ومستهجن ومخالف للقانون الدولى والعقل والمنطق، مشيرًا إلى أن الهدف الحقيقى من وراء بناء سد النهضة هو السيطرة على النهر واستخدام هذه السيطرة كأداة سياسية واستراتيجية لهيمنة إثيوبيا على القرن الإفريقى.
وأضاف إن رفض إثيوبيا إبرام أى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة مع مصر والسودان؛ يعنى تفريغ أى مفاوضات جرت بين الأطراف الثلاثة خلال الـ10 سنوات الماضية، من قيمتها، كأن لم تكن.
وأوضح أن الفجوة بين السبب المعلن والسبب الحقيقى لبناء سد النهضة، هى التى تولد منها هذا التعنت ودفعت إثيوبيا إلى تقديم حجج متناقضة وغير منطقية وغير مقبولة.
وتابع:"الآن وصلنا لنهاية المطاف والملء الثانى يقترب، وإثيوبيا تريد اتفاق جزئى بشأن الملء الثانى فقط، وخطورة هذا الاتفاق الجزئى أن المياه فى خزان السد ستكون وصلت إلى 18.5 مليار متر مكعب من المياه، وحينها لن يكون لدى مصر والسودان أى بدائل للتعامل مع السد سوى التفاوض، وإثيوبيا لن تقدم شيئا، بالضبط كما فعلت طوال 10 سنوات قبل الملء"؛ لافتا إلى أنه بوصول المياه فى خزان السد إلى 18.5 مليار متر مكعب؛ سيكتسب السد حصانة.
وقال إن تحولا نوعياً طرأ على الموقف الأمريكى من أزمة سد النهضة، ولكنه غير كاف، حيث كانت أمريكا تقول إن حل الأزمة يجب أن يتم من خلال الاتحاد الإفريقى، ولم تمارس أى ضغوط على إثيوبيا، ولكن بعد الزيارة الأخيرة من المبعوث الأمريكى للقرن الإفريقى، أصدرت أمريكا بياناً يحمل موقفاً جديداً معاكس لإثيوبيا، بشأن الأزمة العرقية، ومطالب بسرعة استئناف التفاوض الجاد، ولكن هذا لا يعنى أن الاتفاق الملزم مع إثيوبيا أصبح فى المتناول، بل إن الموقف الأمريكى تجاه إثيوبيا تغير، وأن المفاوضات المقبلة قد لا تكون سهلة.