نشر موقع سد النهضة الإثيوبي، الخاص بالمشروع، صورًا جديدة أمس، اعتبرها البعض أنها بداية لرفع مستوى الممر الأوسط تمهيدًا للملء الثاني للسد، وزعم البعض أن معدل التعلية بلغ 6 أمتار إضافية عن السابق.
الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، يرى أن الفيصل في الملء الثاني لسد النهضة هو كمية الأمطار، موضحًا أن الأمطار التي تسقط حاليًا تعادل التي تخرج من البوابتين السفليتين، و أنه بغلق البوابتين سيبدأ التخزين.
وأوضح شراقي "من المتوقع أن تشهد الأيام المُقبلة زيادة الأمطار، لكن الزيادة الحقيقة ستكون في يوليو المقبل"، مشيرًا إلى استمرار إثيوبيا في صب الخرسانة للممر الأوسط.
حقيقة بدء إثيوبيا في الملء الثاني لسد النهضة
وأضاف الخبير: "تم يوم أمس تداول صور من موقع "سد النهضة" فسرها البعض على أنه رفع للممر الأوسط بمقدار 10 أمتار، وآخرون يقولون أربعة أمتار والحقيقة والمفاجأة أنه ولا مترا واحدا زيادة، بناء على هذه الصورة في 27 مايو 2021".
وتابع قائلا: "ربما انخدع البعض بتغير اللون الغامق قليلا في الجزء العلوي من الممر ، وفسروه على أنه جزء جديد، رغم أنه موجود منذ فتح البوابتين"، مشيرا إلى أنه قد يكون نتيجة لرمي الخرسانة على مراحل في مارس من العام الماضي.
وأوضح أن إثيوبيا فتحت أول بوابة لتصريف المياه يوم 14 أبريل 2021 ثم تلتها البوابة الأخرى بعد ثلاثة أيام، مبينا أن أول صورة وثقت توقف تدفق المياه من أعلى الممر الأوسط ظهرت يوم 18 أبريل 2021.
وصرح عباس شراقي في تصريحات لوكالة روسيا اليوم، أن مستوى الممر الأوسط يبلغ 560 مترا فوق سطح البحر، وهو يعلو المستوى العلوي لفتحتي تصريف المياه بحوالي 10 أمتار، وهو الارتفاع نفسه في الصورتين.
وأكد الخبير عدم تغير منسوب الممر الأوسط وثبات حجم بحيرة السد بين 14 أبريل 2021 قبل فتح البوابتين، وآخر صورة في 24 مايو 2021.
وأفاد بأن الشرح الذي قدمه هو وصف للواقع الفعلي والعملي في "سد النهضة" حتى 27 مايو الجاري، مؤكدا أنه عند حصول أي تقدم لن يستطيع أحد إخفاءه.
وقال في السياق: "لو كان هناك إنجاز حقيقي لتم تصويره وإعلانه بواسطة رئيس الوزراء الإثيوبي شخصيا، كما حدث عند فتح البوابتين، أو من وزير المياه والري، وسوف يفعلان ذلك في حالة حدوث أي تقدم في التعلية".
وذكر الخبير المصري أن الإنجاز في وضع الخرسانة بطيء وبالتالي التخزين الثاني مهدد بأن لا يتم، مضيفا: "إذا تم فمن المتوقع أن يكون أقل من 10 أمتار بدلا من 30 مترا، وبالتالي تخزين أقل من خمسة مليارات متر مكعب، بدلا من 13.5 مليار متر مكعب، كما كان مقررا".
وتابع قائلا: "بالنسبة لمصر والسودان، الأهم من تخفيض التخزين الثاني أو إلغائه هو الوصول إلى اتفاق بقواعد الملء والتشغيل، ومنها خفض سعة الخزان القصوى في يونيو القادم.