أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية، أن الملء الثاني لسد النهضة تم وبالكمية التي كانت مقررة من قبل وهي 13.5 مليار متر مكعب، مضيفة أن هذا الملء لم يضر مصر والسودان، لكنهما - أي الدولتين - لا تريدان الاعتراف بذلك.
ورغم سابق وجود خطاب رسمي وجهته إثيوبيا لوزارتي الري في مصر والسودان تضمن قرارها ببدء التخزين والملء الثاني في يوليو الجاري وعلى مرحلتين وبكمية 13.5 مليار متر مكعب، إلا أن خبراء مصريون يؤكدون أن هذه المزاعم غير صحيحة، وأن أديس أبابا لم تخزن أكثر من 4 مليارات متر مكعب في الملء الثاني الذي استمر لمدة أسبوعين فقط.
ويقول الدكتور محمد نصر علام، وزير الري المصري الأسبق، إن إثيوبيا من حقها أن تقول ما تشاء، لكن الحقيقة التي نعلمها جيدا وتتفق مع المنطق والواقع، تقول إن ارتفاع الممر الأوسط بالسد حاليا والذي يبلغ 574 مترا وثبت بصور الأقمار الصناعية لن يستوعب أكثر من 8.5 مليار متر مكعب من المياه المخزنة، مضيفا أن إثيوبيا قامت في الملء الأول بتخزين 4.9 مليار متر مكعب، وبالتالي لن تستطيع بأي حال من الأحوال تخزين أكثر من 3.6 مليار متر مكعب في الملء الثاني، حتى يتناسب مع الارتفاع الحالي للممر الأوسط من السد.
وقال إن المسؤولين الإثيوبيين يعلنون اكتمال الملء الثاني وبالكمية المطلوبة هربا من غضبة شعبهم الذي خدعوه بتصريحات نارية ألهبت حماسهم عن السيادة والنهضة والتنمية من وراء السد، وأنهم ماضون فيه بقوة رغم اعتراض مصر والسودان ورغم الضغوط الاقتصادية، مضيفا أنهم يخشون من أن يصاب هذا الشعب بالإحباط وينفجر بركان الغضب ضده لو علم بالحقيقة المرة.
من جانبه قال الخبير المصري الدكتور عباس شراقي إن إثيوبيا تدعي تخزين 13.5 مليار متر مكعب، فى 15 يوما منذ بداية التخزين في 4 يوليو وعند اكتماله في 18 يوليو، مع أن متوسط إيراد الشهر كله 7 مليارات متر مكعب فقط من مياه الفيضان، متسائلا بالقول "كيف يقول المسؤولون الإثيوبيون إنهم نجحوا في الملء الثاني وبالكمية المقررة وهي 13.5 مليار متر مكعب؟" وأضاف أن بحيرة السد تحتجز حاليا نحو 8 مليارات متر مكعب وهو ما يتوافق مع الارتفاع الحالي للممر الأوسط والذي فشلت أديس أبابا في إكمال بنائه ليستوعب الكمية المقررة قبل بدء موسم الفيضان، مشيرًا إلى أن إثيوبيا اضطرت لسحب معدات البناء قبل وصول مستوى الفيضان لأعلى السد واكتفت بـ8 أمتار خرسانة و3 مليارات متر مكعب من المياه المخزنة.
وكشف الخبير المصري أن إيرادات ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺪﻳﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ 590 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ أمس الجمعة، ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻥ، وسيزداد المعدل خلال أغسطس وقد يصل إلى مليار متر مكعب فى اليوم، مؤكدا توقف التخزين الثاني يوم 19 يوليو وعبور كامل مياه النيل الأزرق فوق الممر الأوسط، حيث وصلت السودان، واعتبارا من اليوم السبت سيبدأ وصول المياه إلى السد العالي في مصر.