ولدت زينب خليل إبراهيم محفوظ في 5 مارس/آذار 1924 بمحافظة بني سويف جنوب القاهرة، وشاءت الأقدار أن تعرف معنى اليتم مبكراً عندما رحلت والدتها وهي في الـ8 من عمرها.
تزوج الأب بعد رحيل والدتها ووقع اختياره على سيدة قاسية القلب فعاملت الطفلة الصغيرة بسوء وأحالتها إلى خادمة لها، هذه الحياة جعلت الطفلة تشعر بالغربة لذا فكرت في الهروب من المنزل.
وعندما بلغت من العمر 16 عاماً سافرت إلى القاهرة، وكانت تعشق الرقص وتتمنى أن تعمل في فرقة كبيرة، لذا اتجهت إلى فرقة بديعة مصابني والتي أعجبت بها وبحركاتها التي تشبه الفراشة، وسمحت لها أن تقدم فقرة منفصلة وخاصة بها.
بدأت حياتها الفنية راقصة في فرقة بديعة مصابنى حيث كانت تشارك فى التابلوهات الراقصة الجماعية، وفي مطلع الاربعينات بدأت بالعمل فى مجال السينما من خلال افلام عبد الوهاب، حيث ظهرت ككومبارس صامت في اغنية “انسى الدنيا وريح بالك” من فيلم “رصاصة في القلب” عام 1942، ثم ظهرت في اول بطولة في فيلم “أحمر شفايف” مع نجيب الريحاني، شكلت ثنائياً ناجحاً مع الفنان فريد الأطرش فى عدة أفلام وقدمت على أغنياته أحلى رقصاتها. وخلال مسيرتها الكبيرة طاردتها العديد من الشائعات حول علاقتها الغرامية من عدد كبير من كبار الفنانين.
ولدت في مارس عام 1924، بدأت حياتها الفنية راقصة في فرقة بديعة مصابنى حيث كانت تشارك فى التابلوهات الراقصة الجماعية، وفي مطلع الاربعينات بدأت بالعمل فى مجال السينما من خلال افلام عبد الوهاب، حيث ظهرت ككومبارس صامت في اغنية “انسى الدنيا وريح بالك” من فيلم “رصاصة في القلب” عام 1942، ثم ظهرت في اول بطولة في فيلم “أحمر شفايف” مع نجيب الريحاني، شكلت ثنائياً ناجحاً مع الفنان فريد الأطرش فى عدة أفلام وقدمت على أغنياته أحلى رقصاتها. وخلال مسيرتها الكبيرة طاردتها العديد من الشائعات حول علاقتها الغرامية من عدد كبير من كبار الفنانين
ذكرت بعض الصحف فى ذلك الوقت امورا كثيرة حول هذه العلاقة منها مايصل الى حد الاشعات، ولكن المؤكد وجود قصة حب كبيرة جمعت بين النجمين الكبيرين فى تلك الفترة، ولكن إصرار فريد الأطرش على عدم الزواج من سامية وضع حدًا لهذه العلاقة، منهم من قال انه كان بسبب تهديدات الملك فاروق له، ومنهم من قال برفض عائلة فريد والذي يعد أميرا في منطقة الدروز الاقتران بمصرية من اصول ريفية (فلاحة)!.. على العموم تزوجت سامية مطلع الخمسينات من متعهد حفلات أمريكي جاء من بلاده خصيصا ليتزوجها وسافرت معه لتعيش في تكساس لفترة، بينما ظل فريد الأطرش بلا زواج حتى وفاته.
سامية جمال والملك فاروق
ووفقا لما قاله الكاتب فتحى العشرى، فى كتابه “سينما نعم سينما لا”، فإن الفنانة سامية جمال، كانت ثانى الفنانات فى حياة الملك فاروق، “ورغم أنها لم يكن لها أى دور سياسى فيما عدا محاولتها الفاشلة للجلوس على عرش مصر”، فى إشارة منه إلى العلاقة التى دارت بين الفنانة الراحلة وملك البلاد، وطموحها للزوج منه، لتكون ملكة مصر.
ايضا قال السيد سامى شرف سكرتير الرئيس عبد الناصر الشخصى للمعلومات، فى كتابه “سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر ج1″، أن الملك فاروق كان يقيم العديد من الحفلات الماجنة، وتمايل السكارى من الحضور، ومن هذه الحفلات حفل أقيم بقصر محمد على بشبرا، ورقصت الراقصة سامية جمال، وتمت فيه مهازل يأبى اللسان على النطق بها والقلم على أن يسطرها، بحسب وصف “شرف”.
أما الكاتب الكبير أنيس منصور، فأكد فى كتابه “معنى الكلام” بأن الملك فاروق نسبت له الصحافة الكثير من القصص الغرامية، منها مع الفنانة كاميليا، ومن سامية وايضا تحية كاريوكا، سأل عنها ووجد إنها مبالغات، فمثلا سأل الفنانة سامية جمال، فأقسمت له على المصحف أنه لم يكن لها علاقة بالملك.
وهذا ماذكره العديد من المؤلفين، منهم من عاصر الفترة ومنهم من عاصر من امتد به العمر لمن عاصروا الفترة، وتباين كلامهم بين النفي والإثبات. تاركين الحقيقة ليفهمها الجمهور اليوم بعقله الراجح البعيد عن تصديق الشائعات!..
سامية جمال وعبد الله كينج
تزوجت سامية من شاب أمريكى يدعى “شيبرد الله كينج” كان شديد الثراء، تعلق بها مما جعله لا يتردد في إشهار إسلامه وليصبح “عبد الله كينج ” وعقد قرانه عليها في مصر، واصطحبها معه إلي ولاية تكساس الأمريكية عام 1951 لقضاء شهر العسل، وهنا أقنعها بالعمل والرقص على خشبة المسارح الأمريكية وقدمها في عروض امتدت في عديد من الولايات.
ورحبت سامية والتي كانت راقصة مصر الرسمية في ذلك الوقت، فقد كان الرقص هو متنفسها الوحيد في بلاد الغربة، وبالفعل قامت بالرقص في هذه الولايات وكونت من خلاله أموالا كثيرة، ونشرت لها مؤخرا مجلة LIFE الامريكية صورا جميلة تعود الى عام 1952 وتؤرخ لنشاطها الفني هناك، نشرتها عديد من المواقع الفنية. ولكن في نهاية الرحلة وبعد حوالي عامين من الرقص والشهرة في بلاد العم سام، ظهر زوجها متعهد الحفلات الأمريكي على حقيقته ليستولي على أموالها وترجع إلى القاهرة خالية الوفاض عام 1953
سامية جمال وبليغ حمدي
تحدثت سامية في مقابلة مع مجلة “الكواكب” مطلع الستينات قالت فيها إنها بعد عودتها من امريكا كانت تقطع مع نفسها عهدا، وهو عدم الزواج من أي شخص والتركيز في الفن فقط، ولكن بعد لقاء حدث لها مع الموسيقار بليغ حمدي في ستوديو مصر أثناء تصوير فيلمها “كل دقة في قلبي” مع الموسيقار محمد فوزي تغير الأمر، حيث بدأ التعارف بينهما عن طريق صديقة مشتركة لهما وهي زوجة المطرب أحمد فؤاد. بعدها بدأت اللقاءات تتكرر، وكانت سامية تدعوه الى منزلها برفقة بعض الاصدقاء، ومن ثم بدأت تقوى علاقة الصداقة بين سامية وبليغ.
تابعت سامية إنها فوجئت بصديقتها تقول لها أنتشار كلام عن قصة حب سامية وبليغ ستتوج بالزواج، مما جعل سامية جمال تغضب بشدة وتتصل ببليغ والذي أقسم لها إنه ليس له علاقة بهذه الشائعات، وانه على استعداد فعلا للزواج منها لأنه يحبها، وفي حفل امام بعض الأصدقاء طلب بليغ يدها في مشهد رومانسي حالم وعبر لها عن حبه امام الجميع، ففرحت سامية ووافقت على الزواج، وفي يوم 29 يونيو عام 1959 تمت خطبتهما ولكنها ايضا لم تستمر طويلاً.
ويقال ان سبب ذلك هو طلب بليغ من سامية ان تعتزل الفن وتتفرغ لحياتها، ولكنها رفضت وعندما حدثها عما بينهما من حب، فقالت له سامية “حب ايه اللي انت جاي تقول عليه”(!!) فذهب ليشكو مابه للشاعر عبد الوهاب محمد فكتب له قصيدة تحمل نفس الأسم، لحنها بليغ وتغنت بها سيدة الغناء العربي أم كلثوم عام 1960.
سامية جمال و رشدي أباظه
وعقب فيلم الرجل الثاني عام 1962 تزوجت سامية من الفنان رشدي أباظه والذي كان اشهر زواجا فنيا في ذلك الفترة دام لأكثر من 17 عاما شاركها البطولة في عديد من الأفلام كما شاركها حياتها في المنزل، اعتنت ببنته الوحيدة “قسمت” وكانت بمثابة ام ثانية لها، ولكن في نهاية السبعينات تعرض رشدي للعديد من المشاكل، وصار لا يكف عن معاقرة الخمر التى زادت من عصبيته.
وتحكي سامية انها كثيرا ما تغاضت عن نزواته الصغيرة، لكنها اصرت ان يكف عن الخمر. تارة بالنقاش وتارة بالتهديد، فصرخ فيها: “أنا عشت طول حياتى حر وهاموت حر.. ومش هاسمح لحد أن يتحكم فيا” ولما فشل النقاش طلبت الطلاق الذي حدث بالفعل عام 1979.
بحسب ما ذكرت بوابة “أخبار اليوم” إن الفنانة سامية جمال استيقظت ذات يوم على شائعة سخيفة منشورة في أحد الصحف بأنها لديها ثلاث سوابق، وقد انزعجت كثيرا قررت ان ترد على هذا الأمر بشكل قاطع!.. فقامت بالذهاب فورا إلى قسم الشرطة وقدمت طلب لاستخراج (الفيش) أو صحيفة السوابق الخاصة بها، وعقب استلامها ذهبت إلى مجلة “أخر ساعة” لكي تنشرها وتظهر للناس حقيقة الأمر طبقا للواقع.
كما يحكي لنا الكاتب الراحل أنيس منصور، في كتابه الممتع “200 يوم حول العالم”، عن انتشار شائعة اخرى بأن الحكومة الإندونسية منعت أفلام سامية جمال من العرض داخل اندونيسيا، ولكنه في زيارته لجاكرتا علم أن الأمر غير صحيح، وأن الرقابة فى إندونسيا كانت تحذف الرقصات فقط ن الأفلام المصرية التي تعرض هناك، بدعوى أن ظهور هذه الرقصات يصدم الشعور العام، فالناس في اندونيسيا في ذلك الوقت كانوا يعتقدون أن كل ما تصدره مصر هو أفلام دينية وتفسيرات لكتاب الله فقط، وأن الجمهور لا يجب أن يخلط بين اولئك الراقصات (الغانيات على حد تعبيره) وبين آيات الله وأحاديث رسوله، وعلق منصور على الأمر قائلا “إلا إذا كان الغرض من ظهورهن هو بيان الطريق اللذيذ الذى يؤدى إلى جهنم وبئس المصير”.
وفي ديسمبر عام 1994، توفيت زينب خليل إبراهيم محفوظ الشهيرة بسامية جمال، لينتهي مشوار عطاء فني قارب النصف قرن من الزمن، بعد غيبوبة دامت من ستة أيام في مستشفى مصر الدولي في القاهرة.