هو فنان من طراز رفيع أثرى المسرح والسينما في سنواتها الأولى بأعمال أصبحت من الكلاسيكيات، وقدم على مدار مشوار ممتد لسنوات طويلة مجموعة كبيرة من الأعمال، وانتمي لجيل الرواد، هو الفنان حسين رياض القادم من السيدة زينب بخليط يجمع ما بين الوالد ابن المنطقة الشعبية المصرية الأصيلة، والأم السورية التي جاءت من بلاد الشام.
لجأ الفنان حسين رياض إلى تغيير اسمه من حسين شفيق إلى حسين رياض، حيث كان والده تاجرا ميسور الحال يعمل في تجارة الجلود، ويرفض أن يعمل نجله في "التشخيص"، وهو ما كان يطلق على مهنة التمثيل فى ذلك الوقت، وبالتالي كان الحل الوحيد أمامه هو تغيير اسمه، وكانت تجربته التمثيلية الأولى في مسرحية بعنوان "خلّي بالك من إميلي" عام 1916.
كما أن حسين رياض صاحب رصيد فني حافل، تتجاوز أدواره السينمائية حاجز الـ200 فيلم، بالإضافة إلى ما يزيد على 250 مسرحية، لقبوه بـ "أبو السينما المصرية"، للإجادة التي قدمها في أدوار الأب، والتي أتعبت كل من جاء بعده في محاولة اللحاق به.
بدأت مغامراته الفنية من المسرح، حيث صنع هناك نجوميته التي فتحت الطريق له على مصراعيه لدخول الفن السابع بعد ذلك من الباب الملكي، ومن أشهر مسرحيات حسين رياض " عاصفة على بيت عطيل – تاجر البندقية - لويس الحادى عشر – أنطونيو وكليوباترا – مدرسة الفضائح - القضاء والقدر – الناصر – العباسة – شهر زاد – العشرة الطيبة".
حكاية رياض مع المسرح كان الفنان الكبير يوسف وهبي دورًا رئيسيا فيها، فعندما افتتح يوسف وهبي مسرح (رمسيس) في أوائل عام 1923، انضم حسين رياض لفرقة رمسيس، حيث صنع بمصاحبة وهبي مجدا مسرحيا كبيرا، كان يوسف وهبي يؤمن إيمانا مطلقا بقدرات حسين رياض الفنية الخارقة، وقال عن رياض "في المستطاع أن تسند إلى حسين رياض أي دور وأنت مغمض العينين"، وقد عمل "رياض" في فرقة (فاطمة رشدي) لعدة سنوات، كما انضم عدة فرق مسرحية كبيرة منها، فرقة الريحاني، ومنيرة المهدية، وعلي الكسار، وعكاشة، واتحاد الممثلين.
قدم حسين رياض ما يتجاوز 150 مسلسلا إذاعيا مستغلا قدراته الصوتية الكبيرة التي رسخت لحقيقة موهبته كفنان شامل، وهو ما جعل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يتوجه بوسام الفنون عام 1962م.
موهبة رياض كانت واضحة منذ نعومة أظافره وهو ما جعله يشتهر بلقب "صاحب الألف وجه"، والده تاجر الجلود وأمه السورية التفتا إليها مبكرا، ولذلك بدأت تجربته مع التمثيل خلال دراسته الثانوية، وانضم مع شقيقه الفنان "فؤاد شفيق" لفرقة عبد الرحمن رشدي في شبابهما، وعندما دخل "حسين رياض" الكلية الحربية اضطر إلى مغادرتها بعد ذلك ليحترف الفن، فعندما شارك أصدقائه يوسف وهبي وأحمد علام وعباس فارس وحسن فايق في العمل على فرقة "هواة التمثيل المسرحي" كانت مسرحيتهم الأولى "فقراء قريش" دافعا للفنان المسرحي الكبير "عزيز عيد" أن يقدم النصيحة لـ حسين رياض أن يهب حياته للفن، وهذا ما جعله يقرر ترك الكلية الحربية.
الإجادة الفنية والإخلاص في العمل التي صاحبت "رياض" طوال حياته، كانت مصدرا للمتاعب الصحية التي تعرض لها، تحكي ابنته "فاطمة" خلال إحدى اللقاءات التليفزيونية، أن والدها أصيب بالشلل بسبب دوره في فيلم "الأسطى حسن" عام 1952، وذكرت أنه أصيب بالشلل في الجزء الأيمن من جسده في ذراعه وساقه كما كان دوره في الفيلم، عندما كان يقدّم شخصية لرجل أصبح عاجزا، ويجلس على كرسي متحرك، وبسبب تقمّصه الشديد للدور أصبحت حالته تُشبه حالة الشخصية التي يقدّمها، إلا أن زوجته قامت بالتدخل السريع وقتها حتى لا تتفاقم الأزمة الصحية أكثر من ذلك.
كان حسين رياض عاشقا للثقافة والفن، وكان يعقد في منزله صالونا ثقافيا أدبيا شعريا بشكل دائم، كان الصالون يشهد حضور الشاعر إبراهيم ناجي وإمام الصفتاوي والموسيقار عبده صالح والفنانة زوزو حمدي الحكيم والفنانة زينب صدقي وغيرهم من نجوم الثقافة والفن والأدب.
"ليلة الزفاف"، آخر الأعمال التي شارك فيها الراحل حسين رياض حيث رحل قبل أن ينتهي من مشاهده كاملة في الفيلم، حيث داهمته أزمة قلبية أثناء تصوير دوره أمام الكاميرات.