شهدت قناة السويس أزمة جنوح سفينة نقل حاويات عملاقة في قناة السويس لمدة 6 أيام واثر ذلك على أحد أهم خطوط التجارة وبلغت الخسائر الناجمة عن جنوح السفينة إلى مليار دولار.
قالت شركة الشحن التايوانية المسؤولة عن تشغيل سفينة الحاويات العملاقة "إيفر غيفن" التي عرقلت حركة الملاحة في قناة السويس الأسبوع الماضي، إنها "غير مسؤولة" عن أي أضرار مالية ناجمة عن الحادث على حسب الشرق.
وقال إريك هسيه رئيس شركة "إيفرغرين مارين"، الذي تستأجر شركته السفينة في تصريحات صحفية له أوردتها صحيفة "نيكي" اليابانية، إن "شركتنا ليست مسؤولة على الإطلاق"، في حين ألقى بمسؤولية التعويض على مالك السفينة، وهي شركة "شوي كيسن" اليابانية.
وأضاف: "الحادث وقع أثناء النقل وخلال هذه الظروف يتحمل مالك السفينة المسؤولية بموجب العقود. شركتنا مسؤولة فقط عن الشحنة نفسها، وتغطيها شركة التأمين".
وتابع، "حادث قناة السويس يفاقم نقص الحاويات. ستكون هناك زيادة مفاجئة في السفن العائدة إلى أوروبا من قناة السويس، وسيكون هناك ازدحام كبير في الموانئ الأوروبية".
ومضى قائلاً: "تأخرت الشحنات المتجهة إلى أوروبا نحو 7 إلى 10 أيام، وسيستمر تأخير الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة نحو 10 أيام".
ورجح أن تعود حركة الشحن الدولي إلى طبيعتها في الفترة بين يوليو وسبتمبر.
وتمتلك "إيفرغرين مارين"، الوحدة الأساسية لمجموعة "إيفرغرين غروب" التايوانية، سابع أكبر قدرة للنقل البحري في العالم، وتستحوذ على 5.4% من هذه الصناعة.
والعام الماضي، سجلت "إيفر غرين مارين"، مبيعات بقيمة 207 مليارات دولار تايواني (7.26 مليار دولار أميركي) محققة أرباحاً صافية قدرها 24.3 مليار دولار تايواني (852.7 مليون دولار أميركي).
وفيما يتعلق بالمسؤولية عن التعويضات المرتبطة بالخسائر، قال رئيس شركة "شوي كيسن" يوكيتو هيغاكي الأسبوع الماضي، إن الشركة ستمتثل لما ينص عليه القانون.
وأضاف هيغاكي "هناك العديد من القوانين" بما في ذلك القوانين الدولية والمحلية.
وبدأت تحقيقات رسمية، الأربعاء، في أسباب جنوح سفينة الحاويات الضخمة "إيفر غيفن" في القناة، ما أدى إلى توقف الملاحة في الممر المائي العالمي الرئيسي لأسبوع تقريباً، فضلاً عن تكبد خسائر اقتصادية كبيرة.
مطالبات مالية
وعلى صعيد التبعات المالية للحادثة، أبلغ رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع قناة تلفزيونية محلية، بأن الخسائر الناجمة عن جنوح السفينة قد تصل إلى مليار دولار، دون أن يحدد الجهة التي ستدفع هذه الأموال، وما إذا كانت مصر سعت بالفعل للحصول على تعويضات.
وذكرت الشركة اليابانية المالكة للسفينة، أنها لم تتلق أي مطالبات أو دعاوى ناجمة عن الحادث، لكن التوقعات تشير إلى موجة من المطالبات التأمينية التي تتوقع سوق "لويدز" للتأمين في لندن، أن تسفر عن "خسارة كبيرة" تصل إلى 100 مليون دولار أو أكثر وفقاً لما قاله رئيسها لـ"رويترز".
استئناف الملاحة
وأعلنت هيئة قناة السويس الأربعاء، أن حركة الملاحة عادت لمعدلاتها الطبيعية بمرور 81 سفينة في القناة، فيما أوضحت شركة "ليث للتوكيلات" الملاحية، أن 163 سفينة عبرت القناة منذ إعادة فتحها، وأن عدد السفن التي تنتظر دورها في العبور يبلغ حالياً 292 سفينة.
وأظهرت مذكرة لشركة "كبلر" لتتبع السفن، عبور 5 سفن تنقل الغاز الطبيعي المسال الممر الملاحي الثلاثاء، لافتة إلى أن الازدحام في القناة "يتناقص بسرعة حالياً".
كشف الفريق أسامة ربيع، أن 800 فرد شاركوا في تعويم السفينة الجانح، وأنه تقرر تنظيم احتفالية له غدا الخميس مع صرف مكافآت لهم بتصريحات سابقة .
وقال الفريق أسامة ربيع، إن السفينة الجانحة موجودة حاليا في منطقة البحريات، مؤكدا أن حركة الملاحة تسير بأمان في قناة السويس.
ولفت إلى أن التحقيقات يجريها فريق يضم عضو بحري وقانوني وخبير تعويضات ومهندس، مقدرا قيمة تعويضات التي من المقرر أن تطلبها الدولة نحو مليار دولار من السفينة الجانحة والشركة المالكة لها.
وأكد أن السفينة الجانحة ستغادر بعد الاتفاق على التعويض وفي حالة رفضهم سيتم التحفظ على السفينة.
وأردف أن السفينة تحمل بضائع بقيمة 3.5 مليار دولار، مؤكدا أنه كان هناك تعاون من الشركة المالكة للسفينة خلال الأزمة.
وكشف أن الرئيس السيسي وجه منح حوافز بتخفيض يترواح ما بين 5 -15% للسفن المتضررة بسبب أزمة السفينة الجانحة.