صرح الدكتور ماهر محمود، استشاري الأمراض الجلدية والتجميل والليزر واستشاري التناسلية وأمراض الذكورة والعقم وعضو الأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية والتناسلية ووكالة الكلية الملكية بإنجلترا، إن تفشي فيروس كورونا المستجد لميكن الأزمة الصحية الوحيدة التي أثارت الهلع على مدار عام ونصف العام، إذ أعاد عددا من الأمراض النادرة إلى الواجهة.
وأضاف أن بعض الأمراض التي أطلت على البشرية من جديد، هي نادرة للغاية تصيب قلة قليلة من البشر منذ اكتشافها، لكن رغم ذلك حصدت أرواح بعض المصابين بفيروس "كوفيد-19" وبثت الخوف في قلوب الملايين.
الفطر الأسود
صاحب مرض الفطر الأسود النادر فيروس "كوفيد-19"، بل وتحول إلى وباء آخر في بعض الأقاليم داخل دولة الهند مثلا، ما عمق من جراح ضحايا الجائحة
يحدث داء الفطريات المخاطية بسبب نوع من العفن الموجود في بيئتنا المحيطة طوال الوقت، و رغم أنه يمكن أن ينتشر عن طريق الهواء فإنه لن يسبب أي مشكلة إذا كان الشخص يتمتع بصحة جيدة.
لعلاج فيروس كورونا، غالبًا ما يتم إعطاء المرضى حقن الستيرويد التي تقلل الالتهاب في المسالك التنفسية، بينما تؤثر أيضًا على القدرة المناعية للشخص لمكافحة العدوى؛ ليصبح هؤلاء المرضى أكثر عرضة للإصابة بالفطريات الفطرية.
أولئك الذين يعانون من أمراض موجودة مسبقًا مثل مرض السكر مع ضعف وظائف الكلى أو
السرطان، أو مستويات خلايا الدم البيضاء المستنفدة من استخدام المنشطات على المدى الطويل يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
يصيب داء الغشاء المخاطي الجيوب الأنفية والرئتين لدى المريض ويتجلى بأعراض مثل التورم في جانب واحد من الوجه، والصداع الشديد، واحتقان الأنف، والآفات السوداء على الأنف أو الجانب العلوي من الفم، وألم في الصدر، وضيق في التنفس، ويؤثر على الرؤية جدا، وقد يسبب صعوبة في المضغ أو فتح الفم وتخفيف الأسنان.
الفطر الأبيض
أيضا توالت الأخبار الأيام الماضية عن تفشي الفطر الأبيض بين مرضى الفيروس التاجي، خاصة في الهند.
ويعتقد بعض خبراء الصحة أن الفطر الأبيض أو داء الرشاشيات أكثر خطورة من الفطر الأسود لأنه يمكن أن يؤثر على عدة أجزاء من الجسم مثل قاع الظفر والجلد والمعدة والكلى والدماغ وحتى الأجزاء الخاصة.
تعد عدوى الفطريات البيضاء أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض المناعة والمشكلات الطبية الموجودة مسبقًا مثل مرض السكري والسرطان وما إلى ذلك.
ويمكن أيضًا اكتشاف داء الرشاشيات في المرضى الذين تناولوا المنشطات لفترة طويلة أو كانوا في وحدة العناية المركزة لمدة طويلة
الإصابة بالفطريات البيضاء تبدأ من اللسان أو الأجزاء الخاصة، ما يؤدي إلى تحول اللسان إلى اللون الأبيض.
يقول الأطباء إن أعراض هذا المرض الفطري النادر تشبه عدوى السارس، إذ يهاجم أيضا الرئتين ويمكن اكتشافه عن طريق إجراء اختبار التصوير المقطعي المحوسب.
الأعراض الأكثر دلالة لعدوى الفطريات البيضاء هي السعال والحمى والإسهال والبقع الداكنة على الرئتين وانخفاض مستوى الأكسجين.
الفطر الأصفر
على غرار الفطرين الأسود والأبيض، ظهر الفطر الأصفر بين مرضى فيروس كورونا في الهند، وبالتحديد في غازي آباد، وتسبب في موت حالة حتى الآن.
بعض الأطباء حذروا من أن عدوى الفطريات الصفراء يمكن أن تشكل مخاطر أكثر من عدوى الفطريات السوداء أو البيضاء لأنها تؤثر على الأعضاء الداخلية.
مثل معظم الالتهابات الفطرية، تحدث هذه العدوى بشكل أساسي بسبب الظروف غير الصحية، مثل سوء النظافة، تلوث الطعام أو مصدر الأكسجين.
ويمكن أن يسبب الإفراط في استخدام المنشطات والأدوية المضادة للبكتيريا المرض أيضًا، كما أن المرضى الذين يعانون من أمراض مصاحبة أو الذين يتناولون مثبطات المناعة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
يبدأ المرض داخليًا ما يؤدي إلى تسرب القيح، وإبطاء التئام الجروح ثم فشل الأعضاء، وفي بعض الأحيان نخر حاد.
في بداية الإصابة قد يعاني المرضى من الخمول حيث ينتشر داخليًا، ما يؤثر على الأعضاء ويستنزف طاقة الأشخاص، حتى أن المرضى قد يفقدون الشهية أو يطورون عادات غذائية سيئة، ما قد يؤدي في النهاية إلى فقدان الوزن بشكل غير عادي، إلى جانب ضعف التمثيل الغذائي.
في بعض الحالات، قد يؤثر الفطر الأصفر على عيون المريض، وإذا حدث يجب على المرء أن ينتبه للاحمرار والعيون الغارقة.