لأنه لا يمكن للإنسان أن يستغني بأحدهما عن الآخر، ولكنه قد يقدم أحدهما في الترتيب بمعنى إذا تعارض السلام النفسي مع الاستقرار المادي قدم أحدهما عن الأخرى.
مثل :
عمل مريح غير مرهق ويدر دخلاً لا بأس به ويستطيع معه الشخص أن يخصص وقتاً للجلوس مع أسرته، وعمل شاق متعب ومزعج ويستنفد كل يومه بحيث لا يجد وقتا للجلوس مع أسرته ولكن دخله كبير ، إذا كان الشخص يهتم بالراحة النفسية ويهتم لأسرته أكثر سيختار العمل المريح وحتى لو كان دخله بسيطاً، وإذا كان الشخص يحرص علي المال أكثر من الراحة والجلوس مع الأسرة فسيقدم العمل ذا الدخل والراتب المرتفع حتى لو كان مرهقا ومتعبا ومؤذياً ويؤثر على حقوق أسرته.
الراحة النفسية مفهوم نسبي يختلف من شخص لآخر، البعض لا يرتاح إلا إذا كانت حسابه البنكي وبطاقته الائتمانيه مليانه، فهذا يشعره بالحرية والقدرة على تحقيق ما يريد من أحلام كالزوجة والسيارة والشقه وغير ذلك وهذا الإحساس يشعر بالأمن والقوة، والبعض لا يجد سعادته القصوى إلا في الجوانب الروحانية أو الجوانب الاجتماعية وتكون لها الأولوية القصوى، و هكذا..
-حتى الاحصاءات العلمية لجامعة هارفرد الاميريكية اكدت أن المال لايجلب السعادة .
• من تغلغل الايمان بالله سبحانه وتعالى أن كان فقيرا او غنيا فهو في قناعة وطمأنينة نفسية وسلام .
• ان كنت فقيرا فأنا قانع بما قسمه الله سبحانه وتعالى من رزق ولا اقارن ابدا مع ما رزقه الله سبحانه وتعالى للاخرين، فالسعادة بذكر الله عز وجل تغمر قلبي وروحي.
• وان كنت غنيا فاعلم جيدا ان الرزق الذي من الله سبحانه وتعالى علي هو من الله الرزاق لهذا اسعد الآخرين من المحتاجين والفقراء والمساكين، هم سوف يكونوا سعداء وانا اسعد لان جزء من سعادتهم تنعكس علي .. هذا هو نور محمد صل الله عليه وسلم..!!
• الحمد لله على نعمة الإسلام والقرآن ونور محمد صل الله عليه وسلم..!! 💕
الراحة النفسية هي مطلب مهم للتعايش السليم للفرد مع نفسه ومع مجتمعه ، وهناك بعض الأمور التي تُساعد الفرد في الحصول على راحته النفسية واستقراره النفسي وهي كالتالي :
- الإقرار بالقدرات الممتلكة وحدود هذه القدرات ، والرضى بها والسير في الحياة على أساسها ؛ أي أنّه من المهم ابتعاد الفرد عن تقليد من حوله بما لا يمكنه امتلاكه من قدرات مهاريّة ، أو إمكانات أو كفاءات عالية لا تتناسب مع قدراته المتاحة ؛ لأن ذلك سيقوده إلى الفشل والإحباط ، أو مراقبة من يمتلكون ظروفاً اقتصادية أفضل منه ونظرته الحزينه تجاه حياته ، فيعيش هذا الفرد في حالة من البؤس والتعاسة لعدم امتلاكه ما يملكه الآخرين.
- التعبير عن المشاعر الإيجابية تجاه الآخرين ، وإبداء الحب والتعبير عنه في أي وقت ومكان وزمان ، وعدم الاكتراث لإعجاب أو رفض الناس لذلك ، وهذا التعبير يُضيف لدى الفرد مخزوناً من الحب عند الآخرين قد يحتاج له في حال تعرّضه لأي عارض ، أو أزمة نفسية تجعله بحاجة هذا المخزون.
- الإيمان والتقرُّب إلى الله بالأعمال الصالحة والعلاقة القوية والصلاة المستمرة فكل ذلك يزرع في النفس البشرية الهدوء والطمأنينة والسعادة ، والتصديق الكامل بأن كل ما يمر به الإنسان هو خير من عند الله وان الله صانع الخيرات.
- الاعتذار عند الوقوع في الخطأ والاعتراف به ؛ فإن ذلك يُعطي الفرد راحة وطمأنينة ، ويُخرجه من دائرة تأنيب الضمير وجلد الذات ، ويترك أثراً إيجابيّاً في نفوس الآخرين تجاهه ، بالإضافة لنظرة الفرد تجاه نفسه.
- التسامح والعفو وعدم تخزين البغضاء والكره في النفوس ، فهي أحاسيس تسلب الطاقة الإيجابية المتمثلة بالحب ليحلّ محلّها الكره والانتقام بكامل طاقتهما السلبية المؤذية والإنشغال بها ، فالنسيان والعفو عمّن أخطأ في حق الفرد وتجاهله لزلات من حوله ؛ تُريح الفرد من أعباء الكره والبغضاء وكل ما يتبع ذلك.
- الابتعاد عن العادات السلبية ، ومحاولة اكتساب عادات جديدة وإيجابية تُضفي السعادة النفسية على الذات ، والتصرّف والتفكير في حدود هذه العادة ، ومحاولة التخلق بها ، ومحاولة التفكير في إطارها العملي ، وممارسة الحياة ، وإقناع الذات بأنها تتصرف على النحو السليم والصحيح ، كما أنّ النظرة الإيجابية تجاه الذات ، وتوظيفها في عملية التعلم يفيد في ترسيخ الخصال السليمة.
- عدم ترقّب الأخبار السيئة ، والعيش في حالة من الخوف من المجهول ، والقلق الدائم من وقوع المصيبة ، وبالتالي فإن أفكار الفرد تُسيّره تجاه هذه المصيبة ، بالإضافة إلى المزيد من التشاؤم المستمر ، وفُقدان الراحة النفسية والسعادة.
- بناء أساس نفسي متين تجاه الأفكار السلبية التي من شأنها أن تُزعزع الاستقرار النفسي والراحة النفسية للفرد ، ويكون هذا البناء بتدريب الفرد لنفسه على إنكار شعور التعاسة والبؤس والقلق ، وتوكيد مشاعر الأمل والسعادة والنجاح ، والاستمتاع بكل ما هو جميل ، وتجاهُل كل ما هو سيء.
- تحديد الفرد لهدفه في الحياة ، والغاية التي يسعى إلى تحقيقها والوصول إليها ؛ فإنّ وجود هذا الهدف يحدد سير حياة الفرد ، ويرفع مستوى دافعيته للإنجاز ، وتجاوز العقبات التي تواجهه ، فالعيش بلا هدف يجعل من الفرد إنساناً ضائعاً بلا غاية واضحة ، وبالتالي يكون أكثر عُرضة للقلق والخوف ، وتخلخل الاستقرار النفسي