ذكرى أحمد منسي الـ7.. حكاية شهيد أراد الخلود

الشهيد أحمد منسي

لم يكن الشهيد العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي، مجرد مقاتل أو قائد كتيبة فقط؛ بل رمزًا للشجاعة والإنسانية والتواضع، فلم يتحدث عن بطولاته ولم ينشغل إلا بحماية الوطن وتطهير سيناء من الإرهاب، وكانت آخر كلماته قبل الاستشهاد "الله أكبر.. متمسكين بالأرض".

اليوم الأحد، تحل الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد قائد كتيبة 103 صاعقة، أحمد منسي في “ملحمة البرث”، التي تجسد بطولة أبطال القوات المسلحة في مواجهة التنظيمات الإرهابية في سيناء.

حياة الشهيد البطل أحمد منسي

ولد أحمد صابر منسي في 4 أكتوبر 1978 في مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة 92 حربية، ليبدأ مسيرته ضابطا في الصاعقة، ثم حصل على درجة ماجستير العلوم العسكرية، عام 2013، وتولى قيادة الكتيبة 103 عام 2016، خلفًا للعقيد رامي حسنين.

قاد منسي ورفاقه أبطال كتيبته 103، معارك ضارية ضدّ الإرهابيين في سيناء، ونجحوا في إفشال العديد من هجماتهم وتكبيدهم خسائر كبيرة، فأصبح بالنسبة للإرهابيين أسدًا يدافع عن عرينه.

تفاصيل معركة البرث

والجدير بالذكر أنه في تمام الرابعة فجر يوم 7 يوليو 2017، بدأ الهجوم بواسطة 150 مقاتل و12 عربة كروز محملة بالسلاح بالإضافة إلى أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف آر بي جي وقذائف هاون ومدافع جرينوف وقنابل يدوية ومفخخات، قامت إحدى السيارات المفخخة التي تم تدريعها جيدا وتمويهها داخل إحدى المزارع، بالدخول إلى كمين «البرث» برفح، فتعاملت معها قوات الكمين، ولكن لشدة تدريعها انفجرت قرب الكمين، وخلال دقيقة كانت بقية القوات في أماكنها ترد على الإرهابيين.

وفي الوقت نفسه قامت بعض العناصر بتطويق الكمين بالكامل وزرع عدد من الألغام لصد محاولات الدعم البري، وقامت عناصر الكتيبة بصد الهجوم وتبادل إطلاق النار وتمكنت من الصمود طوال 4 ساعات، تعرضت قوات الدعم التي تحركت لإنقاذ الكمين إلى هجوم بالألغام والسيارات المفخخة ولم تستطيع الوصول بسرعة إلى الكمين، وبعد مرور 4 ساعات وصلت وحدات الدعم الجوي وقامت بقصف العناصر مما دفعهم للتراجع والهروب.

سقط في هذه المعركة العقيد أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة بواسطة طلقة قناصة وقُتِل العديد من الضباط والجنود، وفي المقابل تم قتل أكثر من 40 من العناصر الإرهابية وتدمير 6 عربات تابعة لهم

أوامر منسي في "ملحمة البرث"

كانت أوامر منسي خلال دافعه ورجاله عن كمين البرث، بحماية بعضهم البعض، وعدم ترك أي منهم جثة زميله حال مقتله حتى لا تتعرض للتمثيل بها على يد تلك العناصر الإرهابية، فكان غالبية من قتل في المعركة من أبطال المعركة قابضين على أسلحتهم أو داخل معداتهم.

ولم تستطع العناصر الإرهابية حمل جثمان شهيد واحد لأي من أبطال "ملحمة البرث"، وفروا هاربين تاركين جثث زملائهم التكفيريين ممن تم القضاء عليهم.

آخر كلمات أحمد منسي

بصوت مقاتل يقود معركة في حرب، أرسل منسي إشارة صوتية، بثتها وسائل الإعلام المختلفة، كانت هي آخر كلماته قبل استشهاده، قال فيها "الله أكبر لكل أبطال شمال سيناء، يمكن دي تكون آخر لحظات حياتي في الدنيا، أنا لسه عايش في هجوم بتاع الجماعة الدواعش التكفيريين علينا هنا في مربع البرث، دخلوا بكام عربية مفخخة وأنا لسه عايش أنا و4 عساكر، متمسكين بالتبة ومتمسكين بالأرض عشان خاطر زميلنا الشهداء منسيبهمش ولا أي مصاب هنسيبه، ومش هنسيب الأرض دي وعليها أي شهيد ولا أي مصاب، الله أكبر، لنجيب حقهم لنموت زيهم.. الناس كلها يا رجالة تدعي للناس اللي هنا".

سبعٌ من الخلود

سبع سنواتٍ مرت على استشهاد منسي ورجاله، لكنه لا يزال حيًا في قلوب وذاكرة كل المصريين والإرهابيين أيضًا، فأصبح منسي ورفاقه أساطير تُروى للأجيال، رمزًا للبطولة والفداء، ودليلًا على عظمة أبناء مصر، فاليوم تحررت سيناء من الإرهاب وتحققت أحلام منسي ورجاله.

تكريم يليق ببطلٍ خالد

تكريماً لبطولاتهم، أُطلق اسم العقيد أحمد صابر منسي على العديد من الشوارع والميادين والمدارس في مختلف أنحاء مصر، فضلاً عن افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي لكوبري عائم على قناة السويس، يربط سيناء بالوطن، وأُطلق عليه اسم الشهيد منسي، وكذا إنتاج مسلسل "الاختيار"، الذي جسد بطولاته ورفاقه.