نشأ العندليب الراحل عبد الحليم حافظ يتيمًا، حيث رحلت والدته عن عالمنا بعد ميلاده بأيام، بينما لحق بها والده قبل أن يتم عامه الأول، وقصة دخوله الملجأ معروفة، ولكن الشائعة التي لاحقته هي أنه عاش في الملجأ لسنوات طويلة ولكن هذه الشائعة ليست حقيقية.
والدة عبد الحليم توفيت قبل أسبوع من ولادته ولحق بها الأب بعد 3 أشهر، وأكبر أشقاء حليم وقتها كان يبلغ من العمر 10 سنوات، يليه الأوسط 8 سنوات يليهما الشقيقة الصغرى 5 سنوات، التحق "إسماعيل" وانتقل الأخوة إلى منزل خالهم لرعايتهم، بينما دخل عبد الحليم بناء على موهبته إلى مدرسة يتعلم فيها الموسيقى، وكانت المدرسة الوحيدة التي تمتلك الإمكانيات هي مدرسة يتبعها ملجأ، فكان حليم ما بين المدرسة والملجأ للتعلم، وفي بعض الأحيان كان يبيت مع أصدقائه، ومسألة إيداعه للملجأ لم تدم طويلا لأنه انضم إلى أشقائه في منزل الخال بعد فترة قصيرة.
كان عبد الحليم حافظ محبًا للقرآن، ونشأ على حفظه منذ الصغر، ولكن ظروفه الصحية كانت تمنعه من الصوم، وعندما غنى "المسيح" أعقاب حرب "1967" من كلمات عبدالرحمن الأبنودي، وألحان بليغ حمدي، قال البعض إنه تحول للمسيحية وبالطبع شائعة غير صحيحة.
استندت هذه الشائعة على الخلاف الذي وقع بين حليم وفريد بسبب حفل شم النسيم، الذي اعتاد فريد الأطرش على إحيائه لمدة تقارب الـ25 عامً، وفي سنوات غيابه وسفره لبيروت، انتقلت مسئولية حفلات شم النسيم للعندليب، وفجأة عاد فريد الأطرش للقاهرة مصرًا على استعادة حفل شم النسيم.
وقع الشقاق بين عملاقي الموسيقى والطرب، وانتهى بأن أقيمت الحفلتين في موعدهما عبر قنوات مختلفة في الإذاعة والتليفزيون، وصاحبت الفرقة الماسية عبد الحليم في العزف، بينما الذهبية كانت من نصيب فريد الأطرش، وكأي خلاف تأجج في وقت قصير وانحلت العقدة، وفي أحد اللقاءات التليفزيونية قال عبد الحليم إنه لا تجوز مقارنته بفريد الأطرش لأنه من جيل أستاذه عبد الوهاب وظل النجمين صديقين لنهاية العمر، بل ولم يتوقف فريد الأطرش ع التلحين لعبد الحليم حافظ.